السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حدث لي في يوم من الأيام إغماء بسبب انخفاض الضغط بسبب عدم الأكل والإرهاق، وذلك في السوق، و-الحمد لله- فقت منه بعد عون الله، وذهبت للمستشفى وأخذت مغذيا وذهبت للمنزل، وفي اليوم التالي رجعت للسوق لشراء نفس الغرض، وعندما دخلت المحل الذي سقطت فيه أتتني سرعة في نبضات القلب وخوف من لا شيء، وبعدها ذهبت للمستشفى وقالوا سليم، فلم أصدقهم، وكنت أذهب للمستشفى في اليوم 5 مرات ولا يوجد حل!
في النهاية أشار علي أحد الأصدقاء الذهاب لدكتور نفسي فذهبت وأعطاني نوعين من الأدوية هما زبريكسا حبة قبل النوم ولسترول 50 جم حبة مع الفطور وحبة مع العشاء لمدة أسبوعين، وبعدها ذهبت إليه فطلب مني زيادة اللسترال إلي ثلاث حبات في اليوم، وتقليل جرعة الزبيركسا إلي نصف حبة لمدة أسبوعين ثم أتركها، وزيادة اللسترال إلي أربع حبة 50 جم ، حسيت بتحسن في بداية الأمر إلي أن قطع الزبريكسا فأحسست بنفس بداية الأعراض.
في الختام: أتمنى منكم تشخيص حالتي، ودلوني على طريق الصواب، ولكم مني الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحالة التي حدثت لك وأنت في السوق هي حالة انخفاض في ضغط الدم كما ذكرت، وهذه تم معالجتها بصورة فعالة جدًّا.
أما في الحالة الثانية والتي حدثت لك عندما دخلت المحل الذي سقطت فيه للمرة الأولى وأتاك شعور بتسارع في ضربات القلب وخوف، ولا بد أن يكون هنالك ضيق في الصدر أيضًا، هذه نوع من نوبات الهرع أو ما يسمى بنوبات الهلع، وهي حالة نفسية حادة تتميز بوجود قلق شديد، ومخاوف وضيق في الصدر وسرعة في ضربات القلب، والبعض قد يأتيه شيء من الرعشة في اليدين أو التعرق، وبعض الناس يأتيهم شعور بقرب الموت.
الحالة هي حالة قلقية، وهي حالة هرع أو هلع كما ذكرنا لك، وهنالك ما نسميه بالارتباط الشرطي في حالتك، وأقصد بذلك أن نفس المكان الذي حدثت لك فيه النوبة الطبية التي أدت إلى إغمائك، حين أتيت لهذا المحل في المرة الثانية وأنت في وضع صحي ظهرت لديك هواجس داخلية على مستوى العقل الباطني، وهنا حدث ما نسميه بالارتباط الشرطي، أي نفس الحالة الأولى وإن كانت عضوية، لكن ظهر لها هذا الأثر النفسي الذي أدى إلى ظهور هذا النوع من القلق.
أتفق مع من قالوا لك أن حالتك حالة نفسية، فهي نفسية مائة بالمائة، وترددك على المستشفى أنت لا تلام عليه؛ لأن حالات المخاوف هذه مزعجة جدًّا وإن لم تكن خطيرة، وكثير من الناس نشاهدهم يتنقلون ما بين طبيب وآخر مع أن الحالة هي بسيطة ويتم علاجها في محيط الطب النفسي.
الطبيب وصف لك دواء مضاداً للقلق والمخاوف، وهو عقار زولفت، ووصف لك الزبركسا كدواء مساعد لتفعيل فعالية الزولفت، وذلك بالرغم من أن الزبركسا هو دواء في الأصل يستعمل في علاج حالات الأمراض العقلية، لكن حين يُعطى بجرعات صغيرة اثنين ونصف إلى خمسة مليجرام في اليوم وجد أنه مدعم جيد جدًّا لعلاج حالات القلق والمخاوف وكذلك الوساوس، وأعتقد أن الطبيب من هذا المبدأ قام بوصفه لك.
جرعة اللسترال وهي أربع حبات يومية هذه هي الجرعة القصوى لهذا الدواء، ومن المفترض أن تكون حالتك قد تحسنت لدرجة كبيرة، ولكن أنت ذكرت أنك بعد أن توقفت عن الدواء الداعم وهو زبركسا حدثت لك هذه الانتكاسة.
أعتقد أنه من الأسلم والأفضل أن تراجع طبيبك، وأعتقد أن اللسترال بهذه الجرعة ما دام لم يفدك فلا بد من التفكير في دواء آخر، وأنا من وجهة نظري أن استبدال الزولفت بعقار سبرالكس سيكون أمرًا جيدًا وإيجابيًا، وتناول جرعة داعمة من الزبركسا مثل اثنين ونصف مليجرام ليلاً لا بأس في ذلك، أو يمكن استبدال الزبركسا بدواء آخر يعرف تجاريًا باسم (سوركويل) واسمه العلمي هو (كواتبين) هذا الدواء دواء متميز جدًّا حين يُعطى بجرعة صغيرة ويفيد كثيرًا في نوبات القلق والتوتر، كما أنه محسن جيد للمزاج.
إذن: طرح هذه المحاور مع طبيبك أعتقد أنه سوف يتقبلها جدًّا، وإن وضع لك أي منهج علاجي آخر فيجب أن تقبله فهو في وضع أفضل مني كثيرًا، لأنه هو الذي قام بمناظرة حالتك وفحصها.
الجوانب العلاجية الأخرى هي: أن تهتم كثيرًا بتمارين الاسترخاء، وللتدرب على هذه التمارين يمكن تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، ولا بد أن تجتهد في عملك، ولا تترك أي مجال للفراغ الزمني ليسيطر عليك، وممارسة الرياضة أيضًا تعتبر مفيدة، وتجاهل هذا العرض ومحاولة الفصل ما بينه وما بين نوبة الإغماء التي حدثت لك.
لا بد أن تقطع هذا الارتباط الشرطي بأن تقول لنفسك (لا توجد علاقة بين الاثنين، فهذه نوبة خوف وقلق، وليس لي ما أخاف حوله أو أقلق حوله). إذن العلاج الاستبصاري التلقائي مهم جدًّا.
هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأؤكد لك مرة أخرى أن الحالة حالة بسيطة، وإن شاء الله تعالى سوف تستجيب للعلاج بصورة جيدة، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
الكاتب: د. محمد عبد العليم
المصدر: موقع إسلام ويب